أختٌ صبُحتْ على مدينتها، درنة، التي هي من وطني، قائلةً: صباحُ الخير يا مدينتي البائسةِ، وحقيقةٌ يمكن وصفٌ أي مدينة بالبؤسِ اللهم درنة، فبكل الأحوال لا يمكننا أبدا تبيئسها، حتى في أحلك الظروف التي مرت بها؛ من حكم القذافي وإنتقامه منها وعمله "ترانسفيرا" لسكانها إلى بنغازي ورأس لانوف، وله غاية في ذلك، كونه أوقف كل الخدمات والفرص والتنمية بها بعد أن كانت حاضرة كبرى تميزت بالعلم والأنوار والثقافة والاشعاع والتنوع وبوجود الصحابة بها، ثم حكمها بعد فبراير غلاة متطرفون إلى أن أحكم الفاشيستيون الجدد سيطرتهم عليها، وستقاوم درنة بلد الشلال، الذي هو حياة، والياسمين والفل والرجال وستتخلص من غاصبيها.
أجبناها:
رحيل بلا وصل
وما الحياةُ إنْ كانت ذليلةً... إلا رحيلا بلا وصلٍ ولا قبلٍ
(وما الحياة إن كانت كئيبة... إلا رحيلا خال من القبلِ)
ولما التبئيس وفي الحياة... مراغما لمن ضاقت به السبلُ
إن الحياة يطيب عيشها... بعزة فارس هو دومٌ مقبلُ
وإن كان ليس من الممات بد... فمع الرجال حين تغدُر النُبَلُ
و إن مُتٌ فما هي قد عقمت..الأرحامُ دوما بالرجال تَحبِلُ
قم دون عرضك، غير منتظراً.. وخذها بأسبابٍ، وبالسُبُلِ
عش عيشة الأسياد لا الخدم..فإن طابِ الرحيلَ، فزاهدٌ متبتلُ