الـخطأ : اجتمعت بالرجل في كلتي المناسبتين .
الصواب : اجتمعت بالرجل في كلتا المناسبتين .
يشترط فيما تضاف إليه " كلا وكلتا " التعريف فلا يجوز : كلا رجلين ولا كلتا امرأتين خلافا للكوفيين . الدلالة على اثنين " كلاهما ، كلتا الجنتين ". ( أوضح المسالك ج 3 ص 141 ) .
عند استعمال " كلا وكلتا " في التوكيد لا بد أن يسبقهما المؤكد وأن يكون ضبطهما كضبطه ، وأن تضاف كل واحدة منهما إلى ضمير مذكور يطابقه في التثنية وهنا يجب إعرابهما إعراب المثنى نحو : أطعتُ الجدتين كلتيهما . ( النحو الوافي ج 3 ص 508 ) .
حملوا على المثنى أربعة ألفاظ " اثنين واثنتين " مطلقا و " كلا وكلتا " مضافين لمضمر . فإن أضيفا " أي كلا وكلتا " إلى اسم ظاهر لزمتهما الألف . ( أوضح المسالك ج 1 ص 50 ) .
ويتبن من هذا أنَّ لفظي " كلا وكلتا " مفرد وهما ملحقتان بالمثنى إذا أضيفتا إلى الضمير وتعربان إعرابه في حالة الرفع والنصب والجر . أما إذا أضفيتا إلى الاسم الظاهر تكون حركة الإعراب مقدرة على الألف حيث تعاملان معاملة الاسم المقصور . قال تعالى : [ كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آَتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا (33) ] سورة الكهف .
الاسم المقصور هو : الاسم المعرب الذي آخره ألف لازمة مثل الهدى والمولى . وحكم المقصور الإعراب بالحركات المقدرة على آخره في جميع حالاته .( النحو الوافي ج 4 ص 605 ).
يتبن مما ذكر أعلاه تفصيلا أنَّ " كلا كلتا " تعاملان معاملة الاسم المقصور إذا أضيفتا إلى الاسم الظاهر وبناءً على ذلك فالصواب أن يقال : اجتمعتُ بالرجل في كلتا المناسبتين .
الـخطأ : يعتبر من أخطاء غيره .
الصواب : يعتبر بأخطاء غيره .
اعتبر الشيء : اختبره وامتحنه . واعتبر منه : تعجّب ، واعتبر به : اتعظ . واعتبر فلانا : اعتد به . ( المعجم الوسيط ص 610 ) .
عبَر الرؤيا وعبَّرها : فسرها وأخبر بما يئول إليه أمرها . وفي التنزيل العزيز : [ وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ (43)] سورة يوسف ، عبرت النهر : قطعته . المعتبِر : المستدل بالشيء على الشيء . عبّر عما في نفسه : أعرب وبيّن . والاسم : العِبرة والعِبارة والعَبارة . عبّر عن فلان : تكلم عنه ؛ واللسان يعبر عما في الضمير . رجل عابر سبيل ، أي مارُّ الطريق . والعِبْرة : العجب . واعتبر منه : تعجَّبَ . والعرب تقول : اللهم اجعلنا ممن يعبُر الدنيا ولا يعبُرها ، أي ممن يعتبر بها ولا يموت سريعا وحتى يرضيك بالطاعة . العَبْرة : الدمعة . وقيل : هو أن ينهمل الدمع ولا يُسمع البكاء . وقيل : هي الحزن بغير بكاء . ( لسان العرب ص 2783 ) .
في حديث أبو ذر : فما كانت صحف موسى ؟ قال : كانت عبرا كلها كالموعظة مما يتعظ به الإنسان ويعمل به ويعتبر : ليستدل به على غيره . ( تاج العروس ج 12 ص 507 ) .
انّ استخدام حرف الجر " من " مع الفعل " اعتبر " يدل على التعجب فيصبح معنى الجملة موضوع الخطأ أنه يتعجب من أخطاء غيره ولكن المعنى المقصود هو أخذ العظة من الاخطاء لكي لا يقع فيها ، فالفعل اعتبر بمعنى اتعظ يتعدى بحرف الجر " الباء " وليس " من " وللوصول إلى معنى الاعتبار بالاتعاظ لا بد من استخدام حرف الجر " الباء " ؛ لذلك فالصواب أن يقال : اعتبر بأخطاء غيره .
الـخطأ : شاركته البحث عن الكنز .
الصواب : شاركته في البحث عن الكنز .
الشِّرْكة والشَّرِكة سواء : مخالطة الشَّريكين . يقال : بمعنى تشاركنا ؛ وقد اشترك الرجلان وتشاركا وشارك أحدهما الآخر . شاركت فلانًا : صرتُ شريكه ، واشتركنا وتشاركنا في كذا .( لسان العرب ص 2248 ) .
قال الله تعالى : [ وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَولَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا ](64) سورة الإسراء .
أشركه في أمره : أدخله فيه . شاركه : كان شريكه . يقال : فلان يشارك في علم كذا : له نصيب منه . ( المعجم الوسيط ص 510 ) .
يكثر استعمال الفعل على وزن " فاعل " التشارك بين اثنين وهو أن يفعل أحدهما بصاحبه فعلا فيقابله الآخر بمثله ، وحينئذٍ فينسب للبادئ نسبة الفاعلية ، وللمقابل نسبة المفعولية . ( شذا العرف ص 24 ) .
وهذا ينطبق على الجملة موضوع الخطأ والصواب " شاركتُه ". فهاء الغائب تنسب إليها المفعولية المباشرة . فالفعل "شارك " يتعدى إلى مفعولين أولهما يتعدى إليه مباشرة والآخر يتعدى إليه بحرف الجر " في " ، أي أن الفعل " شارك " لا يتعدى إلى مفعولين مباشرة ؛ لذلك فالصواب أن يقال : شاركتُه في البحث عن الكنز .
الـخطأ : صلَّح المعلم اوراق الامتحان .
الصواب : صحَّح المعلم أوراق الإمتحان .
صَلَح : زال عنه الفساد . صلَح الشيءُ : كان نافعا أو مناسبًا . يقال : هذا الشيءُ يصلُح لك . أصلَح في عمله أو أمره : أتى بما هو صالح نافع . أصلح الشيءَ : أزال فساده . أصلح بينهما أو ذات بينهما ، أو ما بينهما : أزال ما بينهما من عداوة وشقاق . وفي التنزيل العزيز : [ وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ](9) سورة الحجرات .
( المعجم الوسيط ص 550 ) .
صحَّ الشيءُ صُحًّا وصحة : برِئ من كل عيب أو ريب . يقال : صحّ المريض وصحّ الخبر وصحت الصلاة . وصحت الشهادة وصحَّ العَقد فهو صحيح . والجمع صحاح للعاقل وغيره . وأصحاء للعاقل . صحَّحه : أزال خطأه أو عيبه ، يقال : صحَّح الخبر ، وصحَّح الكتاب والحساب ، وصحَّح الله المريض . ( المعجم الوسيط ص 537 ) .
مما سبق ندرك الفرق بين ما تدل عليه الكلمتان " صلَّح وصحَّح : لذلك فالصواب أن يقال : صحَّح المعلم أوراق الامتحان .
الـخطأ : سكت ألفًا ونطق خُلْفًا .
الصواب : سكت ألفًا ونطق خَلْفًا .
الخَلَف : الولد الصالح يبقى بعد الإنسان ، والخَلْف والخالفة : الطالح . وقال الزجاج : وقد يسمى خَلَفًا في الطلاح وخَلْفًا في الصلاح . وفي التنزيل العزيز : [ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا (59)] سورة الكهف . فهم خَلْفَ سوءٍ لا مَحالة . ابن السكيت : قال هذا خَلْفٌ للرديء، والخَلْفُ الرديء من القول ؛ يقال : هذا خَلْفٌ من القول أي رديء ( لسان العرب ص 1236 ) .
الْخَلْفُ: الرديء من القَوْل وغيره . خلف الشيء خلوفًا : تغيَّر وفسَد . يقال : خَلَف الطعامُ ، وخلَف فم الصائم . وفي الحديث الشريف { والذي نفس محمد بيده ! لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك} . ( جمع الجوامع ج 6 ص 89 ) .
خلَفَ عن الشيء : أعرض . يقال خَلَفَت نفسه عن الطعام : أعرضت لمرض . الخَلْفُ : الولد الطالح . الخَلْفُ : الرديء من القول . وجاء في المثل : { سَكَتَ أَلْفاً وَنَطَقَ خَلْفاً } . ( معجم الأمثال ج 1 رقم المثل 1372 ) . يضرب للرجل يطيل الصمت ، فإذا تكلَّم تكلم بالخطأ . ( المعجم الوسيط ص 281 ) .
قال ابن السِّكِّيت : الخَلْفُ : الرديء من القول . الخَلْف من الناس : من لا خير فيه ، يقال : جاء خَلْف من الناس ، ومضى خَلْف من الناس ، وجاء خَلْفٌ لا خير فيه . الخَلْف : الفأس العظيمة . لبِث خَلْفَه أي : بعده . ( تاج العروس ج 23 ص 243 ) .
يستدل مما ورد أعلاه أنّه للدلالة على الرديء من القول تستخدم كلمة الخَلْف تكون الخاء مفتوحة و اللام ساكنة ؛ لذلك فالصواب أن يقال : سكت ألفًا ونطق خَلْفًا .
المراجع :-
1 - أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك ، محمد محي الدين عبد الحميد ،المكتبة العصرية صيدا ، لبنان .
2 - تاج العروس، محمد مرتضى الحسيني الزبيدي، تحقيق الترزي وغيره، مطبعة حكومة الكويت.
3 - جمع الجوامع ، تأليف الإمام جلال الدين السيوطي ، الناشر الأزهر الشريف ، دار السعادة للطباعة 2005 م .
4 - شذا العرف في فن الصرف ، الشيخ أحمد الحملاوي ، مراجعة وشرح حجر عاصي ، دار الفكر العربي ، بيروت 1999 .
5 - لسان العرب ، ابن منظور ، تحقيق عبدالله علي الكبير ورفاقه ، دار المعارف 1980 .
6 - مجمع الأمثال لأبي الفضل الميداني تحقيق محمد محي الدين عبد الحميد 1955