لا تعود
أقالها أبي؟!
قبرك محفورٌ موجود
ستدفن فيه جميل الذكريات
بعدما تبصق بوجوه كثيرة
وتحرق
الكتب القديمة
وترفس
لافتة مكتب سماحته
ستهين
فضيلة الاستاذ
تلك
الايادي البيضاء
صارت
حالكة سوداء
ياوَلَدي
طريقك مسدود
آه يا
جرح السنين
قد مرّ
أمامي
موكب
حمايته العتيد
ياليتني
لم أره
صاح بي
مُسلحٌ:
إنتبه!
دفعني
للخلف
حاذر...
إرجع...
وكررها
ثانية:
انتبه!
فانتبهت
لذكريات مضت
حلّق
بيّ الخيال بعيداً
لسنين
المِحنة وأيام الحصار
كان تقياً
لأنه لم يَملُك
فلما
مَلَك (سالَ بالدم أبطحُ).
رَكَب
السلطة
طار
بها عالياً
يرى
الناس صغاراً
وهم
يرونهُ كبيراً جداً
يهتفون
له من مساكنهم المنهارة