النهار كتبت:
...عودة بطل
ابن بلدة المعلقة في زحلة، ولد في جديدة يابوس، قبل ان ينتقل مع عائلته للعيش في مخيم اليرموك، لكن كما قال مختار المعلقة محمود بو احمد لـ"النهار": " أدى تدمير المخيم على اثر الحرب السورية الى عودة العائلة الى جديدة يابوس، وعلى الرغم من انهاء ياسر دراسته الجامعية في سوريا الا انه لم يتمكن من الحصول على وظيفة، قدم للانضمام الى الجيش اللبناني، وبعد مدة تمت الموافقه على طلبه، كان سعيدا جدا انه سيخدم ويحمي وطنه، لذلك عندما بدأت معركة الجرود، ودّع أهله والضحكة على وجهه، قبل ان يعود اليهم شهيداً ليزف اليوم بطلاً مثل زملائه الذين سبقوه الى الشهادة".
النهار ختمت تقريرها : "مراسم تكريم الشهيد ياسر جرت أمام مستشفى دار الحكمة – بعلبك، قبل نقل جثمانه الى بلدة جديدة يابوس، اما كلمة التأبين فالقيت من قبل ممثل وزير الدفاع الوطني يعقوب رياض الصراف وقائد الجيش العماد جوزف عون، في منطقة المصنع على الحدود اللبنانية - السورية. "
إذن أنه جندي لبناني ولد في سوريا وعاش وتعلم وتخرّج في سوريا ثم عاد الى لبنان بفعل الدمار والدم والألم الذي سببه التكفيريون لسوريا ولعموم العالم العربي. ياسر رجع الى لبنان لكي ينخرط في الجيش اللبناني ويحارب الإرهاب والتكفير ويستشهد دفاعا عن وطنيه الأثنين : لبنان وسوريا.
المفارقة هنا أن ياسر استشهد في لبنان ودفن في سوريا في أبلغ رد على كل المشككين بطبيعة الحرب الظالمة المفروضة على سوريا والمتهافتين المنكرين لحتمية ونهائية القربى بين لبنان وسوريا. لقد هرول هؤلاء المسترزقين على عتبات السفارات الآمريكية طلبا لفتات وحطام بخس لقاء النفخ في أبواق التحريض ضد المقاومة اللبنانية الشريفة وأملا في التفريق بين لبنان وسوريا ونسوا مع ساداتهم في السفارة أن ما جمعه الله لا يفرقه الانسان.
إن دماء الشهيد السوري اللبناني ياسر حيدر أحمد هي صرخة حق وعدل ضد المنهزمين والمتلونين من ساسة وإعلاميين وعلى رأسهم صحيفة النهار اليمينية البائسة التي لم ترعو ولم تتوقف عن النفخ في بوق العداء بين لبنان وسوريا وحين استشهد ياسر لم تتأخر عن سرد تضحيات ياسر الجندي المثالي وتحويلها الى مادة ثمينة تدر على صفحاتها الصفراء أعلى نسبة مشاهدة ممكنة.
فعلا اللي استحوا ماتوا.