* في تحرّك أدهش الجميع طلبت مصر فجأة تأجيل تصويت مجلس الأمن الدولي على مشروع قرار وقف الإستيطان الذي كان من المقرر أن يتمّ التصويت عليه يوم أمس الخميس الموافق 22- 12 – 2016 . فقد كشفت الحكومة الإسرائيلية أنها طلبت من مصر العمل على " تأجيل تصويت مجلس الأمن على مشروع القرار ، وإن الإتصالات بين الحكومتين جرت على مستوى رفيع ."
* كذلك ذكرت الأنباء أن الرئيس السيسي ناقش
موضوع التصويت على القرار مع الرئيس الأمريكي المنتخب . السيسي يأمل في إقامة
تعاون أوسع مع الإدارة الأمريكية الجديدة
، خاصة بعد أن أعلن دونالد ترمب أنه ينوي تعزيز علاقات بلاده مع الدولة المصرية التي لم تكن مرتاحة لموقف
إدارة أوباما من سياساتها القمعية . الطلب المصري الغير متوقع بتأجيل التصويت على
القرار يشير إلى أن ترمب لعب دورا هاما في
الضغط على مصر للقيام بهذه الخطوة وإنه نجح في ذلك ، وأفشل هذه المحاولة
الفلسطينية الهامة خدمة لإسرائيل .
* إنه لشيء مؤسف أن تقوم مصر بهذا الدور في
مساعدة إسرائيل وإنقاذها من مواجهة مع المجتمع الدولي . لقد كانت هناك فرصة جيّدة
جدا لنجاح هذا القرار . المراقبون وأصدقاء فلسطين يعتبرون أن التصويت عليه يمثل
الفرصة الأخيرة للفلسطينيين لتمريره في نهاية دورة مجلس الأمن الحالية التي تضم
دولا تفهم الحق الفلسطيني وتتعاطف معه مثل فنزويلا ، وماليزيا ، والسنغال ، وإسبانيا
. أضافة إلى هذا كان هناك أمل أن إدارة أوباما التي ما زالت تقول بأنها تؤمن بحل
الدولتين ، والتي ستترك البيت الأبيض في نهاية الشهر القادم قد لا تستخدم "
الفيتو " ضده ، وتمتنع عن التصويت مما يعني أن نجاحه كان شبه مؤكد .
* ما قامت به مصر دليل على عدم التنسيق بين
الدول العربية ، وضعف إرادتها ، وتخبّطها
السياسي ، ورضوخها لمطالب إسرائيل ، وانصياعها للضغوط الأمريكية
والغربية . حقيقة أن تبنّي القرار لا يعني تنفيذه ، لأن إسرائيل سترفضه كما رفضت
غيره ولن توقف الإستيطان لا بقرارات أممية ، ولا بضغط دولي ما دام الوطن العربي
مستمرا في التفكك والإنحدار إلى الهاوية ، وما دامت الولايات المتحدة تحميها دوليّا
، وتدعم سياساتها التوسعية . لكن تمريره في مجلس الأمن كان من الممكن أن يوسّع
ويعمّق المواجهة بين المجتمع الدولي وإسرائيل ، ويعزّز الموقف الفلسطيني المطالب
بسلام عادل .
* على أمتنا العربية ان تعلم جيّدا أن ترمب إنتهازي
من الدرجة الأولى ، لا يهتم إلا بمصالح بلاده ، ويريد أن يدخل التاريخ كرئيس ناجح
. إنه معاد لأمتنا العربية ، وسيستغل ضعفها ، ولن يقدم شيئا جيدا لا لمصر ولا
لغيرها ، وسينفّذ سياساته العدوانية المعلنة ضد الفلسطينيين ومنها دعمه للإحتلال
والإستيطان ونقل السفارة إلى القدس ، وسيدعم الشراكة الأمريكية الأسرائيلية في
العدوان على وطننا من محيطه إلى خليجه .