كان الأطفال يعلقون العلم الفلسطيني ببالونات أثناء الانتفاضة الأولى ، فيرتفع العلم مخترقا سماء مدينة نابلس والصياح يتعالى من جميع أحياء المدينة تحية له وإجلالا
*******
أرى علمي يُكحِّل شمسنا
يعلو به البالون
أعيننا رنتْ كبد السماء
يسمو يرفرف خافقا
يرقى ويرقى للعلا
حتى يعانق أفقنا
ويقبل العـنقـــاء
يجتاح الذرى
ويتيه نحو النجم مختالا
يُزجَى برفق من هـواء
زهرٌ يقبِّلُه الندى
يحنو النسيم عليه في الأفـق البعيد
ما زال يخفق قد أسَرَّ قلوبَنا
حسناء في خَـفَـرٍ تميد
أمٌّ تهدهد طفلها تشدو الحداء
رقصتْ به آمالنا
غنَّى له أطفالنا
شعرؤُنا زفّوه في أحلى نشيد
ونساؤُنا نسجتْه إكليلا لنا
وشيوخُنا كتبوا عليه شموخَنا
أبطالُنا جبلوه من أمجادنا
حريتي رمز الوجود
وعلى شفاه الكون كان لنا وسام
علمي تقبِّل ثغره شمس الأصيل
ونسيجه لون البياض مع السواد مع الشفق
طرف له من سهلنا أخضر
وسواد لون فيه أفئدة العدا
علقت به بمثلث أحمر
ألوانه رمز السماحة والعطاء
رمز الشهامة والفداء
يحميه ابطال أباة
ودم الشهيد له يسال
فسرتْ به تلك المهابةُ والجمال
وحَبَتْهُ من قدسيَّة جنباتُه
وجموع أفراح سقتْ أطرافه
من مقلتي انتثرتْ كذرات الرمال
من ديوان البيدر والمعتقل / غير منشور