نقشْناهُ على الأسوارْ
وفي رحلةْ
على الجدرانِ في عكا
على الأمجادِ للجزَّارْ
على السِّيقانِ والأحْجالْ
على الأشجارْ
على الأحْجارِ في " عِـيـبال "
ودوَّنَّــاهْ
وَوَثَّـقْـناهُ في دفتر
رسائلَ في الهوى تُـذْكـرْ
وفَصَّـلْـنـا حكاياتٍ على الصَّخْرةْ
وبـين الوردِ والزَّعْـتَـرْ
حفرْناهُ على السَّاحاتِ منْ زنْـدي
رسمْـنـاهُ على شُرُفاتِ أجْـفـانِـكْ
وتَحْتَ عيونِـكِ الخضْراءُ يا حلوةْ
على الوجناتِ منْ خَـدِّكْ
ورتَّـلْنا نشيدًا فيهِ آهاتٌ منَ الوَجْـدِ
أَلَمْ نُقْسِمْ على المنْبَـرْ
بأنْ نبْقى على العَـهْـدِ
فهل زالَ اسْمُكِ الأحْلى
نَحَتُّ حروفَهُ بالقرب منْ قلبي
بَدا وشْـمًا على صَدْري
نَحَتْـنا صفْحةَ المَقْـعَـدْ
بِحَرْفينِ نُلَخِّـصُ زَهْـوةَ السَّـعْـدِ
فهلْ تنْسينَ باقاتٍ منَ الوردِ
أَما حرَّمْتِ نسياني
أما مَنَّـيْتِني في عِـيشةٍ رغـدِ
أما دغْـدَغْـتِ أحْلامي
زرعْـتِ البَحر بالرَّنْـدِ
تنامينَ وتصحينَ بأحضاني
نَعيشُ بربوةٍ بالقرب بيَّـارةْ
تُداعبُ راحتي غَيْـمةْ
وحول البيت بستانٌ ونرْويهِ بنافورةْ
أما شوقتِـني للعيشِ في قُـرْبِكْ
رأيتُ الحزنَ يعلو البدرَ منْ سُهْـدي
نظمْتُ النَّجمَ عقْـدًا فاتنًـا ساحرْ
فنالَ العقدُ حُسْنا من سنا جِيدِكْ
أما قلْتِ سنملأُ عشَّنا غُنوةْ
نُـنِيرُ العشَّ منْ نجمةْ
يضوعُ الجوُّ بالعطرِ
نُغذِّي عيْنَـنا بالرندِ والزهرِ
سأرحلُ منْ هنا فَتْـرةْ
سكَبْتِ الدَّمعَ من حُـرْقَـةْ
تفوَّهْتِ كلاما شدَّ آذاني
أَتَخطو في رحيلٍ لونُهُ قاني
سَيغْزو السُّهـدُ أجفاني
أتنسى دفْءَ أحْضاني
ستأتي لحظةُ الموعِـدْ
وأتْلُو ما على المَقْـعَـدْ
سيُشْقيني وداعٌ متعبٌ مُجْـهِـدْ
وتَجْـري كالصَّدى
في غربةٍ تبعـدْ
وتنسى صدْرِيَ الْحـاني
أتنساني
سأملأُ لَـوْعَـةً وَجْـدًا شرايينَـكْ
أطِـيرُ فراشةً جمَّلْتُ أحْلامَكْ
وأغرسُ صُورتِي تجْتاحُ أَجْفانَـكْ
وَطَـيْفي لا يَكِـلُّ يُثِـيرُ أشْجانَـكْ
حنينٌ جارفٌ أروي بهِ قلبَـكْ
كلامي ناعمٌ أنْشِي بهِ صَدْرَكْ
وأعزفُ للْهوى أَوتارَ وِجْدانَـكْ
أُغنِّي كالْعَـنادلِ جَمْـرَ إحْساسي
سَتأتي مُلْهِـبًا أُنْسي
وَتمحو حَـرَّ هجْـراني
تُناجي دفءَ أشْواقي
وتَنْـشقُ طِـيـبَ أَنْفاسي
يَقيني بَعْـدَها ما عُـدْتَ تَنْساني