حاصر جنود الاحتلال في الانتفاضة الأولى مدينة نابلس مدة شهر واقتحموها بالطائرات والدبابات .
" نابُلْسُ "ْ ما نامت شوارعها الحزينة
أتنام ملء جفونها والموت أغبر
سالت " بحبس الدم " أرض " الياسمينة "
في " جورة الفقوس " غطتها دماء
ناحتْ كنائسُها ألحَّت في البكاء
ومن المآذن قد علت الله أكبر
نسفوا المنازل فوق هامِ صحابها
وتحطمت أثارها كانت ســنـيَّـة
كثرت جثامين البواسل في المدينة
نزفوا دماء للحمى كانت سخية
ويليْ! حواريها أزقتها تئن من الجراح
طال الحصار
قد أُشْرعتْ كل الحراب
والبوم يرقص في الدمار
عيني على أطفالها ونسائها وشيوخها !
فالماءُ شحَّ فلا شراب ولا طعام
لا عونَ للمرضى فقد نفد الدواء
هبّ الشباب تسلحوا بالبندقية
وتخندقوا في " الخان " في " سوق البصل "
ما حاربوا إلا بأسلحة خفيفة
وأمامهم دبابة حوامة مع مدفعية
حرب البسوس توهجتْ
في ناقة نعق الغراب
كسرى يهاجم عرش قيصر
حرب يواكبها الخراب
ســـنَّـتْ أثينا سيفها
رفعتْ سفائنها الرماحْ
لحصانها قد دمروا سور المدينة
قد أفرزتْ بطلا أخيلا
تلك المعاركُ انجبتْ أبطالها
وعروبتي قد قدمتْ لطمًا عويلا
جفت مآقيها فما سكبت دموع
أين العروبة هل خبت اصواتها
يتفاخرون بعجزهم
ما الكف ينطح رأس مخرز
فاض الإناء
قد ألحفوا بالشعب قمعا
هل قمعهم للشعب أثمر
نكتوا من الأيام قرحا
ملؤوا السجون وعززوا في الشق صدعا
فشعوبنا أعتادت تُكبَّـلُ بالحديد
أعصاب حكام العروبة خُـدِّرتْ صارتْ جليد
شعبي غدا في العون أبتر
أبطالنا يُستنزفون أمامهم
يتساقطون على مدى الايام صرعى
شعبي مقارعة العدا ما ضاق ذرعا
باب الكفاح بقوة قد أشرعا
ومدائني إن أكثروا من قصفها وقبورها
ما زادنا إلا صمودا
وإرادة الايطال تُبقيها عصيَّة
القصيدة من ديوان البيدر والمعتقل غير منشور / شعر رسمي احمد السرابي
ملاحظة : ما وضع بين قوسين هي حارات في مدينة نابلس في الضفة الغربية .