بِـقـاربٍ يُـداعِـبُ الـميــاهْ
يَــوَدُّ يُـولـسـيـزُ أن يَـعُــودْ
وتَـرْكَـبُ الأَفْـكـارُ ظُـلْـمَـةَ الـظُّـنُـونْ
فـأهْـلُـهُ هُـنـاكَ يَـصْـرَخُـونْ
فَـفـاضَ يُـولِـسـيـزُ دَمْـعُـهُ
وَصَـبَّ لَـوْمَـهُ
يُـعـاتِـبُ الـقَـدَرْ
وَيَـسْـتِقـلُّ قـارِبـًا وَحِـيـدْ
فَـتُـرْعِـدُ الـسَّـمـاءْ
وَتَـزْأَرُ الأمْــواجْ
تَـنـْـفـثُ الـغَـضَـبْ
تَـئِـزُّ كالـسَّعـيـرْ
فَـشَـطَّ يـولـسـيـزُ في الْـفِـكَـرْ
تَـزاحـمـتْ بِـذِهْـنِـهِ الـصُّـوَرْ
أصـابَـهُ الـذُّهُــولْ
تَـرَنَّـحَـتْ قُــواهْ
شَــلَّـهـا الْـوَهَـنْ
فَـخـارَتْ الـرُّكَـبْ
وَكَـدَّهُ الـسَّـفَـرْ
جَـفـا عـيُـونَـهُ الـوَسَـنْ
جَـرى بِـقـاربٍ يُـصَارعُ الْـحَـيـاة
فَـصـارَ رِيـشَــةً
تَـنُـوشُـهُ الـرِّيـاحْ
أرْكـانُـهُ تَـمِـيـلْ
كَـغـادَةٍ تَـهُـزُّ خَـصْـرَهـا الـنَّـحِـيـلْ
كَـدُمْـيَـةٍ يَـزُجُّـهـا الْكِـبـارْ
فَـحَـارَ عَـقْـلُ يُـولـسـيـزْ
وَرُبَّـمـا ذَهـبْ
أنْـفـاسُـهُ تَـقَـطَّـعَتْ
ضُـلـوعُـهُ تَـصَـلَّـبـَتْ
وَهَـدَّهُ الـتَّـعَـبْ
مَـصِـيـرُهُ اقْـتَـرَبْ
ويُـولـسـيـزُ في بَـراثِـنِ الـخَـطَـرْ
جَـرَتْ مَـشِـيـئَـةُ الـقَـدَرْ
مِـجْـذافُـهُ هَـوى
تَـسَـمَّـرتْ عُـيُـونُـهُ
تَـطـايَـرَ الـشَّـرَرْ
أعْـصـابُـهُ تَـوَتَّـرَتْ
فَـشَـدَّ زِنْـدَهُ
تَـنَـبَّـهَـتْ غَـريـزَةُ الـبَـقـاءْ
فَـلَـمَّ عَـقْـلَـهُ
وجَـمَّـعَ الـقُـوَى
مُـحـاربٌ يَـلِـيـقُ بـالـلِّـقـاءْ
يَـفِـلُّ منْ عَـزيـمَـةِ الْـجُـنـاة
لِـتُـزْهِـرَ الـحَـيـاة
بِـقـاربٍ يُـواظِـبُ الـمَـسـيـرْ
ويَـعْتـلـي ذُرى الْـغُـرورْ
يُـقَـبِّـلُ الـمـيـاهَ في حُـبُـورْ
يَهِـلُّ فَـجْـرُهُ الـمُنـيـرْ
وفي حَـدائِـقِ الـوَطَـنْ
تُـغَـرِّدُ الـطُّـيـورْ
وتَـبْسـمُ الـزُّهُـورْ
فَـهَـلْ يَـعُـودُ قـارِبُ الأمَـلْ
ويُـولِـسـيـزُ للـوَطَـنْ
يُـقَـبِّـلُ الـثَّـرَى
ويَـنْـتَـمِـي كَعـاشِـقٍ
لـهُ هُـوِيَّـة
لَـهُ نَـسَـبْ
من ديوان البحار التائه شعر : رسمي أحمد السرابي منشور سنة 1990