يا رب شيلنا...يا رب حُطنا...يا رب ردنا الى ما كنا عليه. هذه المقولة الشعبية أفضل ما يمكن ان تعبر به تونس الخضراء عن حالها بعدما فقدت خضرتها ونضارتها على أيدي أرباب الدجل والرياء الكهنوتي.
تونس التي كانت تشق طريقها بصبر وأناة نحو مستقبل زاهر وواعد وهي تقول في سرّها: يا رب عوّض الجوع بالصحة واستر الفقر بالعافيه.
تونس التي استطاعت, رغم أكداس البلاوي التي خلفها بورقيبة وبن علي, أن تبتسم بأمل واحتساب وان تزرع زرعها بيديها وتغزل راياتها بأنوالها وتشكّ أطواق عقود الياسمين بشوق خيوطها وشغف أناملها.
تونس التي لم تحترس من أحابيل ولدها العاق راشد الغنوشي واستاذه الكذاب راسبوتين القرضاوي ففتحت قلبها وشرّعت أبوابها لقطعان تجار الأوطان ومنتحلي المبادئ والقيم لكي يزنوا في فراشها ويتبولوا على بيوتها وجدرانها..
تونس تلك تقف اليوم على مفترق طرق لكي تقرر مصيرها وتختار مستقبلها بين مرشح الزهايمر الباجي قائد السبسي ومنافسه اللدود مرشح البارانويا منصف المرزوقي.
الأول مصاب ببداية خرف تصاعدي ويريد أن يكون رئيسا رغم أعوامه التسعين
والثاني تآكلته (عقدة جنون الاضطهاد) وما زال يطمح لتجديد ولايته رغم نوبات إكتئابه المرضي وقهره الوسواسي.
يا رب غفرانك.... كنا نشكو إليك من حكام بلا شرف فصرنا نشكو حكاما بلا شرف ولا عقل.
لك الله يا تونس.