الـخطأ :امتلأ قلبه غِيرة .
الصواب : امتلأ قلبه غَيْرة .
الغِيَرُ : من تغيِّر الأحوال ، ويجوز أن يكون جمعًا واحدته غِيَرَةٌ . غاره من أخيه يغِيرُه ويغوره غَيْرًا : أعطاه الدِّيَة . والاسم منه الغِيرةُ وجمعها الغِيَرُ ، وقيل : الغِيَر اسم واحد مذكر والجمع أغْيار . قال بعض بني عُذْرة :
لَنجْدعَنَّ بأيدينا أنوفَكمُ بني أميمة إن لم تقبلوا الغِيَرا
غيَّره ، إذا أعطاه الدية . وأصلها من المغايرة ، وهي المبادلة ، لأنها بدل من القتل .
غار الرجل على امرأته وكذا غارت هي عليه تَغار ، غَيْرةً وغَيْرًا . والغَيور من الغَيْرة وهي الحميِّة والأَنفَة . ويقال : رجل غَيور وامرأة غيور لأنَّ " ما وزنه فعولا " يشترك فيه الذكر والأنثى . وغارهم الله بمطر ، يغيرهم غيْرا وغيارا : سقاهم وأصابهم بخصب . وغار فلانا يغيره غيْرا : نفعه .
(تاج العروس ج 13 ص 287/288) وغارهم : نَفَعهم والاسم الغِيرةُ " النفع " . ومن المجاز : اسْتَغوَر الله تعالى أي سأله الغِيرةَ " أي الخِصْب" . (تاج العروس ج13 ص 275) . والخلاصة من كل ما ذكر أن يكون حرف الغين مفتوحا والياء ساكنة ، لذلك فالصواب أن يقال : امتلأ قلبه غَيْرة .
الـخطأ :جلست في منتزه جميل .
الصواب : جلست في متنزه جميل .
نزه المكان ، نزاهة ، نزاهية : بعد عن الريف وفساد الهواء . نَزِه فلان : تباعد عن كل مكروه . تنزَّه عن الشيء : بعُد عنه وتصَوَّن ، يقال : هو يتنزّه عن الأقذار ، ويتنزه عن الرذائل . وتنزه فلان : خرج للنزهة . المُتَنَزَّهُ : مكان التنزه . ( المعجم الوسيط ص 915) . أرض نَزِهةٌ : أي بعيدة عن الوباء ، ابن سيدة : وتنزّه الأنسان خرج إلى الأرض النَّزهة ، قال : والعامة يضعون الشيء في غير موضعه ويغلطون فيقولون خرجنا نتنزه إذا خرجوا إلى البساتين فيجعلون التنزه الخروج إلى البساتين والخُضَر والرياض ، وإنما التنزه التباعد عن الأرياف والمياه حيث لا يكون ماء ولا ندى ولا جمع ناس . (لسان العرب مجلد 6 ص 4401) . وكلمة متنزه اسم مكان صيغ من غير الثلاثي " تنزَّه " وليس الخلاف هنا فيما بين الكلمتين منتزه ومتنزه من حيث اصل الاشتقاق بل بدلالة كل منهما . وكما جاء في المعجم الوسيط فالصواب أن يقال : جلست في متنزه جميل .
الـخطأ : انصرف الجمهور من الملعب .
الصواب : انصرف الجمهور عن الملعب .
صرف البابُ أو القلمُ ونحوهما صريفا : صوَّت . ويقال : صرف الأجيرَ من العمل والغلامَ من المكتب : خلَّى سبيله . وصرف المال : أنفقه . صرَّف الأمر : دبره ووجهه . ويقال : صرَّف الله الرياح . وصرَّف الأمر : بيَّنه . وفي التنزيل : [ وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآَنِ لِيَذَّكَّرُوا وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا نُفُورًا ] (41) سورة الإسراء . انصرف عنه : تحول عنه وتركه . وفي التنزيل : [ وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ نَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ هَلْ يَرَاكُمْ مِنْ أَحَدٍ ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ ] (127) سورة التوبة . ( المعجم الوسيط ص 513 ) .
الصَّرْف : رد الشيء عن وجهه ، صرفه فانصرف . وصارف نفسه عن الشيء : صرفها عنه . وقيل : انصرفوا عن العمل بشيءٍ مما سمعوا . ( لسان العرب مجلد 4 ص 2434 ) . ويستدل مما ذكر أن حرف الجر " عن " يستخدم مع الفعل " انصرف " وليس حرف الجر " من " لذلك فالصواب أن يقال : انصرف الجمهور عن الملعب .
الـخطأ : أصرَّيْتُ على العمل .
الصواب : أصرَرْتُ على العمل .
يجب إدغام أول المثلين على أن يكونا في كلمة ، كشدَّ وسلَّ وحبَّ أصلهن : شدَدَ وسلَل وحبَبَ . ويجب فك الإدغام فيه إذا سُكِّن المدغم فيه لاتصاله بضمير الرفع . (أوضح المسالك ج 4 ص 408 ، 412 ) . وضمائر الرفع المقصودة هي " التاء المتحركة ونا ضمير المتكلمين ونون النسوة " فاتصالها بالماضي تبنيه على السكون وهنا يجب فك الإدغام "أصرَرْتُ وشدَدْنا وسلّلْنَ " قال تعالى : [ وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآَتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ ] (20) سورة ص . وقال تعالى : [ رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ] (36) سورة إيراهيم . وندرك أنّه من الخطأ أن يبقى آخر الماضي مدغمًا وزيادة الياء ساكنة باتصالها بضمائر الرفع التي ذكرتها فلا يجوز أن يقال أصَرَّيْتُ وأصرَّيْنا وأضلين " والصواب أن يقال : أصرَرْتُ على العمل .
الـخطأ : عمَّا تتساءلون ؟
الصواب : عمَّ تتساءلون ؟
" ما " تأتي على وجهين : اسمية ، وحرفية ، وكل منها ثلاثة أقسام . فأما أوجه الاسمية : نحو قوله تعالى : [ مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ] (96) سورة النحل . ونحو قوله تعالى : [ إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ] (271) سورة البقرة . أي فنعم الشيء هي ، والثاني أن تكون نكرة مجردة من معنى الحرف . نحو قوله تعالى : [ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا ] (58) سورة النساء . ما هنا نكرة ناقصة . وأن تكون نكرة مضمنة معنى الحرف وهي نوعان أحدهما : الاستفهامية ، وهي كقوله تعالى : [ قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ ] (69) سورة البقرة . ويجب حذف ألف ما الاستفهامية إذا جُرَّتْ وإبقاء الفتحة دليلا عليها نحو فيمَ ، وإلامَ ، وعلامَ . وعلة حذف الألف الفرق بين الاستفهام والخبر فلذا حذفت في قوله تعالى : [ وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ ] (35) سورة النمل . قوله تعالى : [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ ] (2) سورة الصف . وثبتت الالف في الخبر كقوله تعالى : [ وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ ] (4) سورة البقرة . وإذا ركبت ما الاستفهامية مع ذا لم تحذف ألفها . لماذا جئت ؟ لأن ألفها صارت حشوا . ( مغني اللبيب ج 4 ص 7-27 ) . لذلك فالصواب حذف ألف ما الاستفهامية إذا جُرَّتْ وحينئذ يقال : عمَّ تتساءلون ؟
المراجع : -
1 – أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك ، محمد محي الدين عبد الحميد ،المكتبة العصرية صيدا لبنان .
2 - تاج العروس، محمد مرتضى الحسيني الزبيدي،تحقيق الترزي وغيره، مطبعة حكومة الكويت .
1 – لسان العرب ، ابن منظور ، تحقيق عبدالله علي الكبير ورفاقه ، دار المعارف 1980 3 -
4- المعجم الوسيط ، د. ابراهيم أنيس ورفاقه، دار إحياء التراث العربي ، لبنان ط 2، 1972 .
5 - مغني اللبيب ، ابن هشام الأنصاري ، تحقيق د. عبداللطيف محمد الخطيب، مطابع السياسة الكويت ، سنة 2000 م .