يا بندرُ أيامكَ معدودة
كالثورة معدودة
أعطوك شهورا معدودة
كي تُنجزَ أهدافا محدودة
عجز العالم عنها
مذ طُلِّقتِ الثورةُ من ذاك الجاموسِ البنغالي
وَقضَت مُجْهَضَةً عِدَّتَها
وَدَخلتَ عليها ووضعت على الرأس يدك
كبَّرتَ على جبهتها
فإذا هيَ حِرْثٌ لك
ودخلتَ بها دون إرادتها
وَوَغلتَ بها كالكلب البنغالي قبلك
من بعد ذهاب طهارتها
فازدادت منك نجاستها
وأردتَ لها أن تنهضَ من عُزلتها وكآبتها
فازدادت عُزْلتُها وكآبتُها
لم تعُدِ الاموال النفطية
وأساوركُ الذهبية
ومعارفُكَ الشخصية
أو رقصة حربٍ نووية
بالسيفِ وبالشِّبْريَّة
لتحرِّكُ ما ماتَ بداخلها
وَتُحَسِّنُ سُمعتَها
أيامُكَ حتما صارت معدودة
في الداخل والخارج
قد أحرَجتَ بلادك
أهدرْتَ كرامتها ان كان هناك كرامة
وأضعتَ كمأفونٍ ثروتَها
في أمْرٍ ما لك فيهِ جملٌ أو ناقة
ما لك فيهِ باعٌ أو بأسٌ أو طاقة
وَدخولك للحمام حماقة
صدقوا إذ قالوا
ليس دخولُ الشام كمثل خروجه؟
ثِقْ يا وارثَ حُمْقِ حَمَدْ
فستخرج منها مذعورا مدحورا
مخصيا مذموما مقهورا
صدق المتنبي حين هجا الحبشيْ كافورا
فكأن التاريخ يعيده
وكأن مخلدَ سيف الدولة في الشام حضر
ليقول لهذا الحبشيِّ الأزعر
خسئ الحبشيُّ ومَن أحضر
ـ وذاك أن الفحول البيض عاجزة
عن الشآمِ فكيف الخصية السود ـ