يعجبك الشيخ أحمد الأسير و هو على منبر مسجده الذي بناه من تبرعات أهل لبنان و هو يهدد و يصرخ و يكشكش يعجبك حتى تنبهر بهذه الشخصية الفريدة التي قالت ما لا يقال يعجبك حتى تتوهم أنك في حظرة قائد استجلب من صفحات التاريخ و تتوقع في كل لحظة من خطبته أن يرفع سيفه عاليا و يصرخ في الجمع " الجهاد الجهاد، لقد بغى الكافرون و إنا لهم لقاتلون"
يعجبك عمك الشيخ الأسير و هو محاط بملثمين مدججين بالسلاح فيرهبك المشهد و تقتنع بأنه شخصية مرموقة في المجتمع اللبناني و بما أنه كذلك وجب حمايته و رعايته بعد أن يعجبك خالك الشيخ و تبهرك خطبه و يقف شعر يديك من قوة شخصيته، تتحول إلى قنوات لبنانية لتطلع على الوضع في هذا البلد الشقيق و تأثير خطاب الشيخ على الوضع تستهل المذيعة نشرتها بالأخبار الهامة و المصيرية فتطلعك على الوضع السوري ثم تنتقل لخطاب الشيخ حسن نصر الله و تفرد له ساعة من التحليل مستعينة في ذلك بكبار رجالات السياسة و الفكر و العلوم الاستراتيجية يقطع النشرة الإخبارية فاصل اعلاني ثم تعود نفس المذيعة الجميلة لتتحدث عن الوضع الاقتصادي و المالي و على خلفية الشاشة تستعرض القناة مناظر خلابة من لبنان، فتنبهر بروعة لبنان العروبة و جماله و تنسى الاحصائيات الاقتصادية التي تتكلم عنها المذيعة الجميلة
ثم تحيلك نفس المذيعة الجميلة جدا على زميلها المذيع الأنيق المكلف بالنشرة الرياضية فتنتشي بما اختارته القناة لمشاهديها من مقاطع لمباريات دولية و عربية و محلية.
تعود إليك بعده مذيعتنا التي لا تزال جميلة لتعلن عن فقرة المنوعات و المشاهد الطريفة و التي اختارتها القناة كآخر فقرة في النشرة لمشاهديها الأعزاء المقطع الأول: الشيخ الأسير يعلن عن بداية الاعتصام الشعبي المليوني للمطالبة بنزع سلاح المقاومة المقطع الثاني: الشيخ الأسير وسط اعتصام الأبطال و بين محبيه و مريديه و على أنغام مسلسل "سبونج بوب" الشهير، يقطع الطريق بواسطة دراجة هوائية وسط التصفيق الحار من الحظور و ضحكات عمك الشيخ.
المقطع الثالث: قافلة رهيبة مهيبة من السيارات الفخمة يقودها الأسير بنفسه ، ينزل بكل القوة التي تعتقدها فيه، فيتطلع في الكاميرا غاضبا مرعدا مزبدا متوعدا، و عندما تسأل عن السبب، يأتيك رد المذيعة الجميلة بأنه تم منع الشيخ الأسير و من معه من المرور و الذهاب لرحلة التزلج التي برمجها مع خلانه، يعود صوت الشيخ غاضبا بأنه لن بسكت و أنه كنوع من البطولة مصر على لبس زي التزلج هو و خلانه و أن اصراره يأتي في إطار محاربته لسلاح المقاومة و إيران و السكان الأصليين لكوكب بلوتو.
تنفلت من شفتيك ضحكة ثم قهقهة لم تستطع منعها، تعيد القناة التي كانت تبث خطبة الشيخ الأسير فتجدهم يعيدونها لأهميتها و خطورتها و شديد لهجتها و تأثيرها على لبنان و سكانه و المنطقة برمتها.
تعيد الاستماع للخطبة بتركيز و الأسير يصرخ: نحن الأقوى، نحن الأبقى، سنهزمكم، سندحركم، سنعاقبكم...... تغير القناة فتجد إعادة لخطاب الشيخ حسن نصر الله: تركز مع الرجل، ضحكته، هدوئه، بلاغته و ثقته بالنفس، يلفت انتباهك الحضور المنسجم مع كلماته فتتذكر في لحظة قصة لا تعلم من الأستاذ الذي قالها لك و لا السنة الدراسية التي قيلت لك فيها و لكن المهم أنك تسمع هاتفا من داخلك يقول: يا ابني الفرق بين الرجال كما الفرق بين البراميل، إذا قرعت الفارغ أسمعك نكير صوته و ضجيجه المزعج، أما إذا قرعت الملآن، فلا رد و لا صدى له أخيرا تغلق التلفاز على ابتسامة واثقة بأن في هذه الأمة ما يستحق السخرية