إلى أي دين أو مذهب أو كتلة بشرية أو حتى فصيلة حيوانية ينتمي المجرم الذي فجر نفسه في مسجد الإيمان وقتل العلامة البوطي وأربعين مصلياً معه، حتى عصابات الجريمة المنظمة تنأى بنفسها عن هذه الأعمال. لو أردنا تقسيم مجموعات الجريمة المنظمة حول العالم حسب عقائدها الإجرامية فستتربع فصائل الإجرام الديني على رأس القائمة، وربما جاءت الإسلامية منها في المقدمة متصدرة على مثيلاتها من أتباع الأديان الأخرى
فمن باكستان ومروراً بالعراق وسوريا بات تفجير مساجد المخالفين مذهبياً أو سياسياً وقتل من فيها من مصلين ظاهرة متكررة بشدة بشكل يستدعي القلق. المشكلة ان الفعلة يعتبرون أعمالهم هذه في سبيل التقرب إلى الله، لذلك أجزم حقاً أن الخلل يكمن في تصور هؤلاء المجرمين عن الله بحيث يقومون بتقديم قرابين الدماء والأشلاء تقرباً له ليرضى.
لذلك أرى ان المسؤولين المباشرين عن كل هذه الدماء التي تسيل هم مشايخ الفتنة والتحشيد الطائفي التي تطفح بهم فضائيات العهر الخليجي، لأن هذا الشيخ بغض النظر عن إنتمائه المذهبي حينما يخرج على فضائية محرضاً على اتباع مذهب آخر يجب عليه ان يعرف ان هناك ممن يستمع له من السفهاء وأصحاب المآرب من سيستخدم فتاواه هذه للقيام بممارسات إجرامية يندى لها جبين الإنسانية.