إن من يكتب منتحلا اسماء شتى ،دون اسم واحد، ليؤذي ويشتم ويهين الآخرين
ما هو الا كمن يبول خلسة في مسبح عمومي ، فهو هكذا جبان
وتأثير فعلته على طهارة من حوله يكاد يكون معدوما.
أفصِحْ عَنِ اسْمِكَ يا هذا وَكُنْ رَجُلا
كفاكَ جُبْناً كفى، أمْسيتَ مُبْتذلا
تأتي إلينا بِكَلْمٍ فيهِ تثقلنا
بكلِّ مَا شذ مِنْ لفظٍ وَما ثقلا
لِتُوْهِمَ النَّاسَ مِمَّنْ رَاحَ يَقرَأهُ
بِأنكَ المتنبي عندنا وَصَلا
وَلسْتُ أعني بأنَّ النَّظمَ ذو وَهَنٍ
بلى قوِيٌّ، كطوبٍ رُصَّ أو جُبِلا
الشعرُ عندكَ نظمٌ لا شعورَ بهِ
وإنَّ نظمَكَ ـ صِدْقاً ـ يبعثُ المَللا
الشعرُ يا ذا شعورٌ قبلَ مَوْلِدهِ
إنِ اسْتبقتَ مَخاضاً حَلَّ مُرْتحِلا
والشعرُ يقضي سريعاً قبلَ صَاحِبِهِ
إنْ لمْ يَكُنْ في دماءِ النَّاسِ مُنتقلا
وَخُذ نزارَ مِثالاً ، في قصَائدِهِ
بأسْهَلِ اللفظِ حَاذى شِعرُهُ زُحَلا
فالشعرُ سَهْلٌ لديهِ مُمْتِعٌ سَلِسٌ
على المُحَاوِلِ صَعْبٌ يُوْرِثُ العِللا
فاترُكْ تماثيلَ شِعرٍ لا حياةَ بها
ولا تقِفْ عِنْدَ مَنْ قدْ عاصَروا هُبَلا
وَمَنْ تحَمَّلَ لفظاً ماتَ مِنْ زَمَنٍ
دونَ اضْطِرَارٍ،لِنَقْصٍ فِيهِ ما حَمَلا
فانظمْ قريضاً رَقيقَ اللفظِ وَأتِ بهِ
إنْ كنتَ فَحْلا إلينا، تحْسِمِ الجَدَلا
هذا تَحّدٍّ فإنْ حقَّقْتَ رَغْبَتَنَا
إرْجَعْ إليَّ وَبِاسْمٍ ليسَ مُنتَحَلا