وداعا يا حبر لبنان وعظمة أقواله , يا روح مجده وتاريخ ذكرياته , يا من كتب حتى ثملت الكلمات من ثقافة عبارته , وتكلم حتى ضجت الدنيا بنداءاته , دعوا شعبي يعيش .
وداعا يا محراب حريتنا , وضوء نهار صحفنا وبياض صفاحاتنا , يا حلما لم تزره السنون لنشاهد العمر على خطوط ناصيته او نرمق الضعف وهو ينال من عزيمة ايمانه بقضيته , او مآسي الدنيا تحني جبهته لتغتال نقاوته.
ايها المعلم , دموع الحزن تسطر المقولات , ورهابة الموقف تخط فواصل العبارات , من تصور ان يكتب عن الروح بديمومة خلودها , او يقترب من مشاعر الفراق ولحظاتها , او يدون بحاضرتك كلمة حتى يقول لك وداعا .
لكن الحياة , لها ترانيمها , ودساتيرها , ورواياتها .
وداعا يا اسطورة لبنان وعميد عظماءه , يا فيلسوف وجوده وسر حكمته حواره .
وداعا يا ناصر الديمقراطية وحامي رسالتها .
وداعا يا عنوان تعايشنا ورحابة مساحة العقل في وطننا ,
وداعا يا وسيم الجمال بكامل الاناقة .
وداعا يا عريس لبنان بأممه , وزيرا ونائبا لخدمته ,
وداعا يا صوت الاجراس في مآذن المساجد لا للثأر لا للانتقام .
وداعا ايها المعلم كلمة سنرددها وننشرها ونجعلها بيارق من العناوين الواضحة عند الازمنة والامكنة , دفاعا عن لبنان العظيم .
ولولا الايمان ( بلبنان ) لقلنا وداعا لبنان برحيل المعلم غسان , الذي ولد فارسا نبيلا ليمتطي نسائم الشرق محلقا فوق النسور , يحمله طائر الفنيق بعنوان الامل لقيامة الوطن , ليعيش محاربا عظيما , درعه المحبة وسيفه القلم وخارطة حدوده السلام رغم الالم .
لكن رحليه بصمت القداسة هو خسارة كبيرة للحريات بعالمنا العربي .
وداعا لبنان برحيل المعلم غسان .
استشهد جبران ولم يسقط غسان ورحل عنا غسان وهو مؤمن ببقاء لبنان , سيدا عزيزا مستقلا , ويبقى ضوء النهار.