لِأبـي القاسـِمِ الحبيـبِ سَـنـاءُ
تتمـنّـى بلـوغَـهُ الأنـبـيـاءُ
كاملُ الوَصْفِ شاملُ الحُسْنِ وَجْهاً
فاضَ نوراً يسيـلُ منـهُ الحَيَـاءُ
هوَ ذا المُصْطفى الشفيعُ المُفـدّى
لِـسِـواهُ لا يُسْتَـجَـلُّ فِـــداءُ
يا شِفـاءً بذِكْـرِهِ الـرّوح تحيـا
بِزمـانٍ قـدْ عـزَّ فيـهِ الَّــدَّواءُ
يـا كريمـاً مـنْ أجلـهِ كــرَّمَ اللهُ
بنـي آدَمٍ ففـاضَ العـطـاءُ
يا حبيباً مـا بعـدهُ مـن حبيـبٍ
يَقصُرُ الشعـرُ فيـكَ والشُّعَـراءُ
يا ابْنَ نورِ السّمـاءِ لـولاكِ مـا
أشرقَ فجـرٌ ولا أطَـلَّ رجـاءُ
يا نسيماً يجوبُ صحراءَ عمـري
فَيُغشّيهـا الـمـاءُ والخـضْـراءُ
إنْ تَنَفَّسْتَ ضاعَ في الأرضِ مِسْكٌ
أو تَحدَّثْـتَ تـفـرح الأجــواءُ
كلمـا سِـرْتَ أسْرَعـتْ نحـوك
َالأشجارُ شوقاً اليـكَ و الأحيـاءُ
فيكَ ما في السَّماءِ، خيرٌ وجـودٌ
وَشُـمـوخٌ وعِــزَّةٌ وإبـــاءُ
فيكَ ما في النجومِ، هَدْيٌ ونـورٌ
للـذي اشتـدَّتْ حوْلَـهُ الظَّلمـاءُ
أنتَ يـا أشـرفَ الأنـامِ عظيـمٌ
تنحنـي عنـدَ بابـكَ العظَـمـاءُ
أنتَ يـا أعـدلَ القُضـاةِ جميعـاً
ليسَ بعد القضـاءِ منـكِ قضـاءُ
خَلقَ اللهُ النَّاسَ كيْ يَعبُدوهُ
بِكَ كَمْ أخْلَصُوا، وَقلَّ الرِّيَاءُ