وأَتَيْـتُـكِ ما قبْـل المَوْعِـدْ
ما حَوْلي يتَـدثَّـر ثوْبَ البَـرْدْ
وبصدري نـارٌ تتوهَّجْ
أجْمعُ منْ أجلكِ طاقَةَ وَرْدْ
يمخُرُ طيْفُكِ جسرَ العشقْ
يسْكبُ في الرُّوحِ لذيذ الشَّهْدْ
بيدي مجذافُ القاربْ
يُزْجيني التيارُ بِرِفقْ
لا أعْبَاُ مهما قَصفَ الرَّعْدُ
وَناحَ الرِّيحْ
فعاصفيرُ الفجْرِ تُغرِّدْ
لتُمزِّقَ شُؤْمَ نعِيقِ البُومْ
ينْتّفِضُ هوايَ بقلْبي
ما كانَ الحبُّ على الأرْصِفةِ يَنُوحْ
قبس يتأججْ
في صَدري يتَألَّقْ
وجلَستُ على المَقعدْ
أنتظرُ قُدومكْ
أنْسجُ عقداً من زهْرِ الفلِّ وخاتَمْ
لأطوِّقَ جِيدكْ
وبنيْتُ قصوراً وحَدائقْ
أملٌ يتَجدَّدُ يَحْدُوهُ الضُّوءْ
أشْتاقُ لقدِكْ
يبعثُ فِيَّ الدِّفْءْ
ومكثتُ السَّاعات ِ ولم تأتِي
فمخالبُ بُعْدِكِ يثْقلُني العِبْءْ
يَتراقصُ فوقَ جراحِي
يسْلبُني كل جميل حُزْتُ عليهِ بفَيْءْ
كَدَرٌ ينهش في صدري
وأجـدُ لأقرأَ أفكارك
قد أفْقأُ عينَ الشَّمسِ بإصْبعْ
وتذوِّبُني رقَّةُ لفْظِكْ
فالعيَنُ لها تدْمَعْ
تهطلُ من غَيمِ جفُوني
وخريفُ بعادِكِ يدهُمني
علق يرْقصُ فوقَ وريدي
يمتصُ دِمائِي والدَّمْعْ
وأزيحُ تَخاريفَ الماضِي
وتجاعيدَ الحاضرْ
ترفد ُينْبوعَ ظُنونِي
وصَهيلُ بُعادِكِ يعْلُو
ثلجٌ كرةٌ تَتَدجٍرجْ
تتقاذفُها أقْدامُ زوَابِعْ
تُنهِي رِحْلتَها