يقول الشاعر العراقي صفي الدين الحلي:
إنا لقوم أبت أخلاقنا شرفا أن نبتدي بالأذى من ليس يؤذينا
بيض صنائعنا ، سود وقائعنا ، خضر مرابعنا ، حمر مواضينا
لا يظهر العجز منا دون نيل منى و لو رأينا المنايا في أمانينا
إن تنكيس العلم العراقي في شمال العراق ـ إقليم كردستان ـ هو تنكيس لاستقلال العراق و تقدمه و نضاله ضد الظلم والاستبداد، و تنكيس للقيمة التاريخية والأهداف النبيلة التي حملتها قصيدة الشاعر صفي الدين الحلي (سلو الرماح) التي كانت مصدرا لإلهام الثوار في الثورة العربية الكبرى، و مصدر إلهام لعلم الثورة الذي جسم لقاء الثورات العربية عام 1963م . .
إن عربة الملك جمشيد التي حملت عرش النار المقدسة في الأساطير الفارسية القديمة هي عقيدة مشتركة بين الكورد والفرس في طقوس عيد النوروز القومي الفارسي التي تستمد جذورها من الحضارة الزرادشتية، والصراع المزدوج بين قوى الخير والشر، والنور والظلمة، حيث تتضمن إضرام النيران المجوسية ، الرمز الحضاري للفرس التي أوقدها اليوم ، من جديد ، الأحقاد التاريخية والثأر الحضاري والكراهية لكل عربي . . تلك النار الفارسية المقدسة التي رسمها الأكراد على علمهم القومي اليوم. . والتي تحمل محاكاة تاريخية تجمع الهند بفارس وصولا لشمال العراق!!
لا.. لحضور قمة " سرت " العربية.. نعم لحضور القمة " النوروزية" !!!!!
إن غياب رئيس دولة عربية عن القمة العربية بحجة أنه لم يستلم الدعوة له أمر مضحك، و احتفاله العنصري بعيد الشعوب الآرية واعتزازه بعرقيته ليس في السليمانية أو في إقليمه كوردستان، و لكن في قلب طهران التي تحتل بلاده مع المحتل الأميركي، و تحتل الجزر العربية، و إقليم الأحواز العراقي العربي، وتضطهد القومية الكردية في إيران أعظم دليل على أن الرئيس العراقي يعترف بتبعيته للآخر، و لا يتشرف بعراقيته ولا بإسلامه الذي ألغى الأعياد الجاهلية، ولا بالانتماء العربي للعراق . .
إن مغزى الاستقبال الإيراني لجلال طالباني حين استقبله (وزير الصناعة الإيراني) تحديدا، ولم يستقبل في مطار طهران بالمستوى البروتوكولي نفسه ، يعني ، لمن يفهم العقلية الإيرانية ، أن المناصب الكبرى في العراق والمؤسسة السياسية هي (صناعة إيرانية/ ساخت إيران) و هي إشارة ضمنية خطيرة لمساومة الدول العظمى و العرب على العراق ومستقبله السياسي . ...
وهنا يتبين كذب ودجل واستخفاف عدد من المسئولين العراقيين الذين رافقوا الطالباني في زيارته للاشتراك في "أعياد النوروز" وعندما قالوا عن مرافقتهم للطالباني ـ الذي لم يحضر للقمة العربية التي عقدت في سرت الليبية، بأنهم رافقوا الطالباني الذي لديه دعوة رسمية من القيادة الإيرانية.... ونحن نتذكر موقف الطالباني حول حضور مؤتمر القمة السابق في العاصمة القطرية الدوحة وعندما تصارع مع المالكي حول حضورها و لحسابات نعرفها ويعرفها الشعب العراقي جيدا ، وأهمها الحسابات القومية والاقتصادية والنفعية ـ فلقد افتضح كذب هؤلاء المسئولين وحال ما نزل الطالباني وأستقبل من قبل وزير الصناعة الإيراني تبين بأنها كذبة على الشعب العراقي وأن الرجل " عزم نفسه" هو والذين معه ودون دعوة ، وهي أهانه للعراق وللشعب العراقي!.
وأن كانت هي زيارة رسمية ومثلما زعم البعض:
أين الاستقبال الرسمي الذي يليق برئيس دولة مهمة مثل العراق؟
وما هي الملفات التي نوقشت مع القيادة الإيرانية؟
وما علاقة الدعوة الرسمية بأعياد النوروز.. وبمناقشة تشكيل الحكومة العراقية المقبلة؟
وما هي علاقة الدعوة بالمباحثات التي أعلن عنها مع السيد مقتدى الصدر ، وهل أن السيد مقتدى زعلان مع الشعب العراقي؟
والأخطر من ذلك أن الرئيس أحمدي نجاد أثناء لقائه بالطالباني اعتبر العيد القومي الفارسي "عيدا عالميا"! لتصدير الثورة المذهبية وإقامة الإمبراطورية الفارسية الكبرى، ودعا لتأسيس حلف دول "النوروز" التي تضم بجوار الشعوب الآرية والفارسية "العراق العربي " .
و رحم الله بدر شاكر السياب الذي دعا في قصيدته "وحي النيروز" ، إلى تحويل النوروز مناسبة لتكاتف الشعبين الكردي والعربي ضد مخططات الاستعمار في المنطقة حين قال :
طيف تحدى به البارود والنار ما حاك طاغ وما استنباه جبار
ذكرى من الثورة الحمراء وشحها بالنور والقانئ المسفوك، آذار
إن فقدان التحالف الكردي مع عرب العراق أو الدول العربية مؤلما، ويشكل خسارة موضوعية كبيرة للشعب الكردي ، فأحلام التعصب ومحاباة المعتدين على كرامة الوطن ووحدته ، خدمة مؤقتة لإيران ، التي هي بالضرورة سوف تتحول إلى خدمة تافهة ودائمة في معظم الحالات، أو تتحول إلى نكبة سياسية بعد أن أصبح حلفاء الأكراد من العرب من "عرب المنطقة الخضراء" فحسب.
إن استمرار التحالف والتبعية الكردية لإيران يدفعنا للقلق على الشعب الكردي من قياداته، فقائمة التغيير بقيادة نوشيروان مصطفى ، قبل أسابيع قليلة ، نشرت خبرا مخابراتيا إلى الحكومة الإيرانية تقول فيه أن حكومة الإقليم تدفع الأموال إلى المعارضة الكوردية الإيرانية والى الساكنين في إقليم كوردستان الشمالي في محاولة صريحة منها كي تمارس إيران الضغوط على حكومة الإقليم .
و بعد نشرها للخبر و بعد أن نفت حكومة الإقليم الخبر و لضمانهم وصول المعلومة إلى إيران قامت قائمة التغيير بفصل مسئول الجريدة التابعة لهم دون تقديمه إلى المحاكمة بتهمة المساس بالمصالح العليا للبلد و التجسس .
وكي يثبت حزب الطالباني للإيرانيين أنهم أكثر أخلاصا و تملقا من جماعة نوشيروان قاموا بأحياء ذكرى الثورة الإيرانية في السليمانية بحضور السفير الإيراني ،و متباهين بالثورة الإيرانية و الإمام الخميني و نسوا أو تناسوا أن الحكومة الإيرانية لا تزال تعتقل المواطنين الكورد و أنها أعدمت في الشهور القليلة الماضية العشرات من المواطنين الأكراد.... هكذا هم القادة الكرد في العراق فهم متشبعون بـ " الميكافيلية" وشعارها : الغاية تبرر الوسيلة!.
إن الانحدار الوضيع للحياة السياسية العراقية، و انتهاك سيادة البلد، و إهدار كرامته الوطنية، وابتزاز العراق، و سرقة أراضيه ومياهه و ثرواته لتنفيذ مخططات التقسيم العرقية والطائفية سوف يقود إلى ترويض الشعب العراقي مثل الشعب اللبناني، و إجباره على قبول ما يكرهه والدفاع عنه بحجة أنها علاقات سياسية ضرورية مع دول الجوار. . !
ما هو موقع عادل عبد المهدي من النوروز!!!؟
و في الحقيقة ، لا ندري ما هو موقع عادل عبد المهدي من الإعراب في احتفالات عيد النوروز الفارسي أو عيد النار المجوسي، و هو من جنوب العراق من "الناصرية" معقل العشائر العربية، و هو يهنئ أحمدي نجاد كما فعل الشريف الرضي حين هنأ بهاء الدولة أمير الدولة السامانية بعيد النوروز :
"وأنعم بذا النيروز زوراً نازلاً ومنتظره
آل بويه أنتم الأمطار والناس الخضرة "
فالحقيقة أن الرئيس طالباني وهو يحتفل بــ ـ النوروز ـ يعبر عن ذاته باعتباره كرديا آريا ، لأن احتفالات ـ النيروز ـ هي احتفالات قومية للشعوب الآرية وتضم الفرس والأكراد وشعوب وسط آسيا!!.
والسؤال:
فيما لو اتفقنا بأن الطالباني كرديا آريا وحضر لتمثيل ذاته ، فما هو موقع عادل عبد المهدي المنتفجي والمنحدر من جنوب العراق لكي يحرص على الحضور ويترك القمة العربية؟.
الجواب:
هناك رمزية لحضور عادل عبد المهدي، وهي أن العراق العربي أصبح جزء من خارطة حلف دول "النوروز" وبعربه وأكراده، أو بجنوبه وشماله !!!.
وعلينا أن لا ننسى بأن المجلس الأعلى للثورة الإيرانية في العراق الذي يعتبر عبد المهدي من قياداته مؤسسة إيرانية رائدة، و قراراتها حاسمة في العمق السياسي والحكومي العراقي يصبح من السهل فهم دلائل هذه الزيارة ، فصناعة حكومة عراقية جديدة وقادمة هو أمر سيقرر في طهران التي تحاول توزيع الأدوار والمناصب على حلفائها ممن يستطيعون قلب الطاولة على رؤوس الجميع.
فضلا عن البعد المذهبي الطائفي لهذه الزيارة الذي يحاول استغلال التشيع العلوي بصورة سيئة في احتفالات العيد القومي الفارسي لتأجيج الصراع الطائفي والتثوير المذهبي ضد المناهضين للسياسات الإيرانية من العرب الشيعة والسنة في العراق.
و يمكننا فهم ذلك حين أشار الرئيس " احمدي نجاد " في كلمته إلى تزامن يوم أربعين أبي الأحرار وإمام الثوار الحسين بن علي (ع) مع بداية العام الهجري الشمسي الجديد مؤكدا أن الشعب الإيراني اعتمد في ثورته الإسلامية المباركة علي المفاهيم والدروس التي تلقاها من ملحمة يوم عاشوراء الحسين (ع) ويوم الأربعين موضحا أن يوم النوروز هو اليوم الإلهي الذي يزخر بالتقاليد والسنن الإنسانية والأخلاقية . !
إن فارسية إيران تسبق تدينها المزعوم، و هناك ثقافة راسخة لكراهية كل عربي ، فإيران تبدو اليوم حاضرة وبقوة في المواجهة القادمة بين الأحزاب السياسية العراقية ، ليس من أجل ترسيخ الوجود الإيراني المتغلغل بشكل فاضح وإنما لجعله يمتد إلى أراضي لم يكن ليحلم يوماً بالدخول لها . . !
عادل يساوم مقتدى الصدر بعلم طالباني..!
إن العراق حين أدير بأسلوب المقاهي الشعبية الإيرانية أثناء المحاصصة الطائفية والعرقية كان السيد عادل عبدالمهدي يستميت لإرضاء الجانب الكردي، و صوّت لضم كركوك العراقية الغنية بالنفط إلى ما يسمى بإقليم كوردستان مقابل تفاهم الطالباني الحليف القديم للنظام الإيراني فيما بعد مع القيادة الإيرانية على البرنامج الحكومي للسيد عادل عبدالمهدي بعد تسلمه لحقيبة "رئاسة الوزراء" العراقية !
ومساومة السيد مقتدى الصدر أيضا المتواجد في إيران الآن على القبول برئاسته للوزراء لـ "عادل عبد المهدي" مقابل تلبية مطالب الصدر السياسية، ومنها إلغاء مذكرة اعتقاله بشأن دوره ـ المزعوم ـ في اغتيال الزعيم الشيعي عبدالمجيد الخوئي والتي عممها الانتربول الدولي بناء على طلب الحكومة البريطانية بحكم أن مجيد الخوئي يحمل الجنسية البريطانية ـ بالتجنس ـ فضلا أن كتلته النيابية سوف تصبح فيصلا في المسائل الجوهرية أي الكتلة الصدرية، والمسائل الجوهرية هي طائفية وقومية بالدرجة الأولى ، وأنتم تعرفون ما هي الدول التي تدفع بترسيخ الطائفية والقومية الشوفينية في العراق .. ولماذا؟
و عليه فإن القدرة التعبوية التي يمتلكها رجال الدين على تعبئة الكثير من قطاعات الشعب ولا سيما غير المثقفة والبسيطة من خارج المدن على أن التغيير المطلوب يستهدف توظيف القيم الدينية والمقدسات والمعتقدات الإسلامية وتأجيج العامل الروحي لديهم كسابق أساسي على العامل الوطني يعتبر من المرتكزات التي قام عليها النظام الإيراني بموجب دستور الثورة الخمينية عام 1979 وصدرها للعراق مؤخرا، و هو الأمر الذي أصبح يعول عليه كثيرا قادة الأحزاب السياسية في العراق .
ومن هنا جاءت فكرة " الاستفتاء الصدري" على سبيل المثال، والتي هي رسالة مركبة إلى الأميركان والبريطانيين بأن الصدر قويا بجماهيره وشعبيته ولا زال مؤثرا على الساحة العراقية ومن مصلحتهم إسقاط الدعوى ضده، ومن ثم الحساب له ولجماهيره ، ورسالة للأكراد وللعراقية ولائتلاف دولة القانون بأن الصدر والصدريين أقوياء ويلبون النداء فورا وباستطاعتهم قلب المعادلة وتعطيل الحكومة متى ما قرروا ـ أي هو استعراض للقوة ـ وبطريقة أستباقية .
ومن ثم هي عملية ذكية لترشيح مرشح واحد ـ هم يريدونه وربما تناقشوا حوله مع الإيرانيين ـ ولأجله قاموا بالاستفتاء ليعطوا للقضية بعدا نفسيا وديمقراطيا، وأبعاد أسماء أخرى لا يريدونها ولكن بطريقة جماعية وديمقراطية .
أما الأهم من هذا وعندما مرر الصدريون طريقة الاستفتاء على مرشح رئاسة الحكومة، فهم بهذا يرسخون مبدأ وثقافة جديدة في العراق تكون أعلى من إرادة الناخب العراقي، ونسفا للعملية الانتخابية، وسوف يمارسونها حول رئاسة الجهورية، وحول رئاسة البرلمان، وربما حول القضايا والملفات الجوهرية التي يريدون تمريرها أو رفضها في المستقبل وهي أشبه بالتجربة " الليبية"وهي مشاركة الجماهير في صنع القرار، وهنا ربما سوف يعود العراق نحو محاصصة ذكية، والى فرض طائفية سياسية، ولكن بأدوات مغسولة بماء الديمقراطية!!.
إن ما قام به الرئيس جلال طالباني ونائبه عادل عبد المهدي إنما هو مؤشر على محاولتهما صرف الشعب العراقي بعيدا عن انتماءه الإسلامي والعربي العريق، لعلمهم بأن اعتزاز العراق بعروبته وإسلامه سيعيق أطماع الكورد الانفصالية ، وأطماع الأحزاب الطائفية البائسة التي ترفع شعارات طائفتها بدلا من الإسلام و تنفذ أجندة خارجية و تحقق طموحات قومية توسعية لدولة مثل إيران على حساب مصالح الوطن والشعب العراقي والعرب حيث تمارس الطائفية في العلن، وتدعو في الوقت نفسه إلى محاربتها في شعاراتها ، وهو الطريقة نفسها التي أتبعتها و تتبعها حكومة رجال الدين في طهران مع الطوائف الأخرى من مكونات الشعب الإيراني !
سوف يتهمون عمليات التغيير والتصحيح بالعمالة لأميركا..!!
إن الأسوأ من ذلك أن أي جهة، أو حزب أفرادا أو مجموعة، ستتلقى الدعم من الولايات المتحدة الأمريكية من اجل القيام بعملية تغيير داخلي ستتهم بالعمالة والخيانة للولايات المتحدة والغرب ، ومن هنا ربما تتضاءل فرص الولايات المتحدة، في الوصول إلى تجنيد أتباع ينبغي أن يمتلكون ما يؤهلهم من الناحية الرسمية أو الفنية، بل وحتى الاجتماعية للقيام بهذا الدور . .
ناهيك عن هيمنة القوى المتشددة في إيران و قوة القدس التي تتولى قيادة العمليات العسكرية في الخارج على كل قيادات ومفاصل وهياكل الأجهزة العسكرية والأمنية في العراق لقمع أي انتفاضة أو ثورة شعبية ضد مصالحها أو أي محاولة انقلابية، في إشارة لأمريكا وللعالم العربي بقوة المؤسسة الأمنية والاستخبارية الإيرانية وحجمها وامتداداتها.
و نحن هنا لا نروج لفكرة بقاء قوات الاحتلال الأمريكية ـ البغيضة ـ كحارس للعراقيين من العراقيين، و لكننا ضد أهداف المشروع التوسعي الإيراني، و شل إرادة الشعب العراقي، والاعتداء على تاريخه وحضارته ،وتزوير حدود أرضه، وانتهاك مقدساته ،و قتل كفاءاته ،وتهجير علمائه وأبنائه، والغامه بالحروب الأهلية والصراعات الطائفية . .
إن الديمقراطية كلما توسعت تتوسع معها حقوق القوميات والطوائف ، وهنالك ظروف ملائمة للعيش المشترك للأكراد والسنة والشيعة في عراق عربي موحد، خاصة وان حركة النهضة العربية قد تميزت بأنها غير عنصرية، ولم تتخذ مواقف عدائية من القوميات والأديان الأخرى على العكس من الأنظمة الراديكالية والإسلاموية والدكتاتوريات العربية .
و أخيرا :
فإن مصلحة العراق هي في المواقف والأصالة والشهامة التي ينبغي أن يقدمها كل عراقي على مصلحته الشخصية أو مصالح حزبه. !.
والعمل على فضح الساسة المتزلفين لدول أخرى، وبمقدمتها دول الجوار، لأن من أخطر الطبخات التي تحوم على العراق هذه الأيام هي طبخة " لبننة القرار السياسي" في العراق، والذي يقود إلى توريث سياسي، وبالتالي فرض حالة التقسيم الحاصلة في لبنان !.
فيجب منع تأسيس ـ الإستقواء بدول الجوار من خلال المارثون السياسي نحو عواصم الجوارـ ومثلما هو حاصل في لبنان ، فالعراق دولة مهمة ومحورية ولا يجوز تحويلها إلى قطعة من ـ الفلين ـ الطافية، وتحويل شعبها الأصيل إلى شعب خدمات