منذ ستة عشر عاما ونحن نعيش خارج العراق , سافرنا الى العديد من دول العالم , منطلقين من الاردن والدول العربيه الى اوربا واميركا وكندا . . . والخ .
نستطيع ان نقسم مرحلة عهد النظام السابق الى نوعين من التعامل مع العراقيين المقيمين او المتواجدين خارج العراق من خلال السفارات العراقيه , اي تحديدا من عام 1994 لغاية سقوط النظام السابق في 2003 , وهي المرحله التي عشناها وخضنا معها تجربه وهي مستمره الى يومنا هذا .
النوع الاول من التعامل مع العراقيين والمراجعين للسفارات العراقيه خارج العراق في تلك الحقبه كان جيدا جدا , وهذا ما لمسناه نحن شخصيا وللسنوات التي ذكرناها وحددناها . هذا التعامل الجيد كان فقط مع الذين لا دخل لهم في الاوضاع العراقيه والسياسه والشان العراقي والنظام .
النوع الثاني من التعامل كان سيئا جدا او يكاد ان يكون معدوما مع السياسيين والمعارضين ومن له تدخلات في سياسات النظام مع العراقيين . النظام كان يعلن هذا علنا .
اما بعد زال النظام في 09 / 04 / 2003 كنا قد استبشرنا خيرا واملا بزوال النظام الدكتاتوري ومجيئ حكم وطني ديمقراطي شعبي يمثل كل انواع واطياف الشعب العراقي بمختلف انتمائهم القومي والديني والعرقي والمذهبي والطائفي , وان لا فرق بين مواطن واخر الا بالكفاءة والمقدره واعتبار المواطنه فوق اي اعتبار اخر .
منذ اول يوم تحرير العراق , نبح صوتنا في اغلب وسائل الاعلام العربيه والعراقيه , وخاصة في اول قناة عراقيه هي - الفيحاء - بوقوفنا ضد التقسيمات الطائفيه والميليشيات والمحاصصه والطائفيه .
حذرنا من تشكيل - مجلس الحكم الفاشل - الذي كان السبب الى هذا اليوم لتكريس المذهبيه والمحاصصه والتقسيمات العنصريه الدينيه .
لكن خابت امالنا بعد ان شعرنا ان الاحداث والامور بدات تسير عكس التمنيات والامال التي اردناها للعراق والعراقيين .
تم اقرار الدستور الفاشل والطائفي , ووقفنا ضده بكل قوة وضد تلك الانتخابات المزيفه ايضا التي انطلقت باسم الدين والمذهب والقوميه والطائفه .
وجاءت البلوة الكبرى وهي- مجلس النواب - الهزلي الذي يحتوي على الارهابيين والقتله والملطخه اياديهم بالدماء العراقيه , وجاء تعين رئيس المجلس السلفي والمؤيد للارهاب والقتل لكي يصبح فعلا هذا المجلس ماوى للخارجين عن القانون , والامثله كثيره ومعروفه لكل عراقي ولاجهزة الامن والشرطه العراقيه .
اتت المحاصصه المقيته في نظام الحكم , وتم اقرار التقسيمات الفاشيه والفاشله في اي نظام يدعي الديمقراطيه . رئيس الجمهوريه - كوردي , رئيس الوزراء - شيعي , رئيس مجلس النواب الهزلي - سني , وهكذا نزولا الى اصغر عامل وموظف ورجل امن وشرطه وجيش في الحكومه العراقيه الغير شرعيه الطائفيه الدينيه . . .
حدث ما حدث في العراق , قتل على الهويه , تهجير الملايين من اراضيهم وبيوتهم ومساكنهم وقراهم , كادت الحرب الاهليه ان تاخذ الاخضر واليابس وتندلع لولا جهود الخيرين الشرفاء من العراقيين .
شنت حملات - تطهير عرقي للاديان الاخرى وخاصة المسيحيين والايزيديين والصابئه والشبك . . .
اخترقت اجهزة الامن والشرطه والجيش من قبل ارهابيين وقتله من عناصر الميليشيات الحزبيه الدينيه المجرمه . وما الى ذلك من الامور الاخرى التي لا تعد ولا تحصى من الفساد والسرقات وسرقة النفط والتزوير واصبح العراق والحمد لله // من اوائل الدول في العالم // في كل انواع التخلف والفساد ورجع العراق الى ايام ما قبل التاريخ على يد بعض رجال الدين المتخلفون عقليا وفكريا والشواهد والدلائل على الارض تقول ذلك وليس نحن .
هنا لابد ان نذكر ونقول لمن يقرا هذه الكلمات وليسمع راينا بكل وضوح :
- اننا مع عملية التغيير التي حصلت ووقعت في العراق اي / عملية تحرير العراق / ,
ولكن لسنا مع اي حكومه دينيه وطائفيه ومذهبيه وعميله .
نحن مع / عراق ديمقراطي قوي , فصل السلطات الثلاث , فصل الدين عن السياسه والدوله , المواطنه فوق كل الاعتبارات الاخرى بما فيها الدين والقوميه والمذهب والطائفه . . .
نريد نظام حكم مركزي قوي مع بعض الصلاحيات للمحافظات الاخرى , نحن ضد الفيدراليات المذهبيه والقوميه والدينيه , مع عراق قوي بشعبه وجيشه ومؤسساته واجهزته الامنيه والشرطه من الشمال الى الجنوب .
عراق موحد غير مقسم وازالة الحواجز الكونكريتيه , مع انتخابات حرة نزيهة , ومن حق اي مواطن عراقي ان يتسلم المنصب مهما كان على اسس الكفاءه والقدرة والمقدره اي الرجل المناسب في المكان المناسب وهكذا